Admin مدير المنتدى
عدد المساهمات : 18992 التقييم : 35482 تاريخ التسجيل : 01/07/2009 الدولة : مصر العمل : مدير منتدى هندسة الإنتاج والتصميم الميكانيكى
| موضوع: أبناؤنا والقـرآن الجمعة 30 سبتمبر 2016, 11:30 am | |
|
أبناؤنا والقـرآن
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد: إن الأبناء والبنات زينة الحياة ،وقد قال تعالى : { الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [ الكهف:46] . ولا يكونوا زينة وجمالاً ما لم يكونوا صالحين أخياراً،بل ويفوت على والديهم الانتفاع بهم ولا يحصل لهم بهم في الدنيا والآخرة حظاً ولا نصيباً ما لم يكونوا أتقياء أبراراً. قال ابن القيم الجوزية: "وكم ممن أشقى ولده وفلذة كبده،في الدنيا والآخرة بإهماله ،وترك تأديبه،وإعانته على شهواته ففاته انتفاعه بولده،وفوّت عليه حظه في الدنيا والآخرة ". ولا طريق للتقى والصلاح والبر إلا بتربية هؤلاء الأبناء والبنات على نهج القرآن ونشأتهم حتى يكونوا من أهل القرآن ،وحيث أن الأسرة هو اللبنة الأولى للمجتمع وأساسه ،والمرأة هي الركن الأساس في التربية والمسئول الأول عن هذه الرعية ،قال صلى الله عليه وسلم : (والمرأة راعية في بيتها ومسئولة عن رعيتها) البخاري ومسلم . وقد قدّمت المرأة على الرجل في هذا الأمر لما لها من مزايا عديدة ومنها:
أولاً: الخصائص النفسية الفطرية التي فطرها الله عز وجل عليها من عطف وحنان ورحمة وصبر واحتمال. ثانياً: طبيعة الاستقرار في المرأة ،مما يجعل المرأة أكثر قراراً في البيت،ومن ثم أكثر ملازمة للأبناء والبنات مما يوفر لها قدرة أكبر على التأثير. ثالثاً: القرب والملامسة،فالمرأة مع ما تَقَدَم هي أكثر قرباً من أبنائها وبناتها مما يستلزم إمكانية التأسيس والتغيير والتبديل . وفي تاريخنا الإسلامي كثير من الشواهد التي تشهد على ذلك فكثير من الأئمة والأعلام كان المربي الأول لهم هو المرأة الأم ومن هؤلاء: ربيعة الرأي _شيخ الأمام مالك_، وسفيان الثوري،والإمام الشافعي ،والإمام أحمد ،وغيرهم رحمة الله عليهم أجمعين ولذلك على الأم الفاضلة التي تحمل هم هذه الأمة أن تستثمر هذا الدور الريادي والقيادي في تحفيز الناشئة من بنين وبنات نحو الإقبال على القرآن الكريم،والالتحاق بحلق ودور تحفيظ القرآن المنتشرة في كل مكان_ ولله الحمد والمنة_ لما له من دور بالغ وفعّال في تعاهد القرآن وتدارسه،والتأدب بآدابه. وليحصل الاستثمار الصحيح والناجح لهذا الدور الريادي يناط بالأم في هذا السياق عدة أمور:
1- حمل الهم:فلابد أن تستشعر الأم هذا الهم فتزداد حرصاً ومثابرة حتى تنشئ أجيالاً همهم أن يكونوا من أهل القرآن،حتى يتحقق لهم عزة ونصرة أمة القرآن. 2- التزود بالعلم: فمتى ما تزودت الأم بالعم،أيقنت أن لا نجاح ولا فلاح في الدارين إلا بالسير وفق منهج القرآن،فالتزمت هذا النهج وأنشأت جيلاً من أهل القرآن. 3- الاستغلال والاستثمار: لابد أن تكون المرأة ذكية فطينة لا تجد فرصة إلا استغلتها سواء أكان زماناً أو مكاناً أو حالاً،فهي تستغل الأوقات في تحفيظ الأبناء والبنات ،ولقد وجد من الأمهات من حفظن أولادهن القرآن وهن يعملن في بيوتهن بشتى الأعمال استغلالاً للأوقات فحفظ أولئك القرآن في وقت مبكر جداً. وكذلك استغلال الأماكن والحلق والدور خير مكان يوفر للأبناء والبنات الحفظ الجيد والإتقان ،كذلك استغلال الأحوال في بيان أثر التمسك والاعتصام بالقرآن على أهله وعلى حال الأمة على مر الأزمان. 4- تعريفهم بالله عز وجل وتنشئتهم على محبته سبحانه وتعالى ،وقد تعلمنا من سلفنا الصالح رحمهم الله أن العبد تُعرف مدى محبته لله تعالى بمدى محبته للقرآن. قال أبو عبيد رحمه الله ( لا يسأل عبد عن نفسه إلا بالقرآن فإن كان يحب القرآن فإنه يحب الله ورسوله) . 5- المبادرة بتحفيظهم القرآن منذ الصغر فيكون القرآن هو أول ما يحفظونه ولا شك ما لذلك الحفظ المبكر من أثر بالغ على صاحبه،وتمكين الحفظ وثباته. قال السيوطي رحمه الله: "تعليم الصبيان القرآن أصل من أصول الإسلام،فينشئون على الفطرة،ويسبق إلى قلوبهم أنوار الحكمة قبل تمكن الأهواء منها وسوداها بأكدار المعصية والضلال" . 6- حثهم على الصحبة الصالحة،والأصحاب الأخيار هم خير معين للمرء في طريق الاستقامة والثبات والإيمان،ومما لا شك فيه أن المساجد ودور التحفيظ تحفل بأولئك الأخيار الذين هم أهل القرآن. 7- حثهم على تقوى الله : قال الله تعالى : { وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ } ،وخير العلوم وأجلها هو علم القرآن ،فلابد من تقوى الله والاستجابة لأوامره وتجنب معصيته،وإخلاص النية له،ليتسنى لهؤلاء الأبناء والبنات تعلم القرآن. وأخيرا أسأل الله أن يهيئ لهذه الأمة أمهات صالحات ينشئن أبناء وبنات من أهل القرآن ،وأن يوفق من هن كذلك ويمنّ عليهن بالقبول والتوفيق والسداد. والحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء والمرسلين.
|
|