houdaabasha مهندس تحت الاختبار
عدد المساهمات : 88 التقييم : 136 تاريخ التسجيل : 02/03/2012 العمر : 39 الدولة : مصر العمل : math king الجامعة : طنــــــطـــــــــــــــا
| موضوع: في قيام رمضان ... الشيخ صالح بن عبدالرحمن الأطرم الأربعاء 31 يوليو 2013, 11:32 pm | |
|
في قيام رمضان
الحمد لله الذي جعل من الأيام أيامًا سعيدة يصب فيها الخير على عباده صبًّا، أحمده سبحانه، أمرنا بالعبادة وهو غني عنها ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾[1] وأشهد أن لا إله إلا الله يجازي الطائعين على طاعتهم، والعاصين على عصيانهم، ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾[2] وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله خير من صام وقام وعبدالله حق العبادة - صلى الله عليه وسلم - ورضي الله عن صحابته الطيبين الصالحين. أما بعد: أيها المسلمون: اتقوا الله ربكم، وقوموا بواجبكم، وََدَاوِمُوا على طاعته، وسارعوا إلى مرضاته ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾[3] عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُرغب في قيام رمضان من غير أن يأمر به عزيمة فيقول: (من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه). وعن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الله عز وجل فرض صيام رمضان، وسننت قيامه، فمن صامه وقامه إيمانًا واحتسابًا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه). أيها المسلمون: يشتمل موضوعنا الذي نتحدث فيه على مسائل: المسألة الأولى: اتضح لنا من هذه الأحاديث كثرة طرق الخير ويسرها على من شرح الله صدره للإسلام، وجعل له نورًا يمشي به، فنهار رمضان ولياليه كلها أوقات بركة وخير، وأوقات للأعمال الصالحة، تضاعف فروضها ونوافلها فهو مغنم للمؤمن ومغرم على المنافق، فمن طرق الخير لهذه الأمة ما سنه لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قيام ليالي رمضان وهو ما يسمى بالتراويح ولم يكن في غيره من سائر أيام السنة وقد أمرنا بأخذ وقبول ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأن نتجنب ما نهى عنه؛ قال تعالى: ﴿ مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾[4]. المسألة الثانية: حكم هذه التراويح أنها ليست بواجبة وإنما هي سنة مؤكدة من شعائر ليالي رمضان؛ لما يدل عليه قول الصحابي: كان يرغب في قيام ليالي رمضان من غير أن يأمر بعزيمة، والعزيمة هي: الأمر المؤكد فعله بالوجوب، والخير كل الخير فيما رغب فيه الرسول - صلى الله عليه وسلم -، والشر كل الشر فيما حذر عنه ونفر منه، ويدل أيضًا على سنيتها قوله - صلى الله عليه وسلم -: (من صام رمضان إيمانًا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه). هذا مقتضاه الندب دون الوجوب؛ كما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (وسننت قيامه). المسألة الثالثة: أن أساس قبول الأعمال والثواب عليها هو: الإيمان والاحتساب، فعلى المسلم أن يجتهد بفعل النوافل؛ رغبة فيما عند الله تعالى، وإتمامًا لما نقص من الفرائض. المسألة الرابعة: معنى قوله: (من قام رمضان) أي: قيام لياليه، وليس المراد كل الليل، وإنما المراد شيء منه. المسألة الخامسة: كم عدد ركعات التراويح؟ والجواب: أنه لم يرد تحديد عدد الركعات، فقد قيل في العدد: إحدى عشر ركعة، وقيل: عشرون، وقيل: ستة وثلاثون. فالقول الأول: يدل عليه ما صرحت به عائشة - رضى الله عنها - بقولها: (ما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشر ركعة). القول الثاني: قول عمر رضي الله عنه حينما جمع الناس على إمام واحد وأمره أن يصلي بهم عشرين ركعة، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي). ولأن عائشة لم تذكر أنه نهى عن أكثر من إحدى عشرة ركعة، ومجموع هذه الأقوال يفيدنا: أن الأمر واسع، وأنه يرجع إلى حال الإمام والمأمومين، ومن صلى وحده فليصل ما شاء الله، وبفعل عمر أخذ الحنابلة وكثير من العلماء؛ لأن الصحابة حاضرون ولم ينكر عليه أحد منهم، وهي من النوافل التي تصلى جماعة كالكسوف والاستسقاء. المسألة السادسة: وقت التراويح: فأفضل أوقاتها بعد صلاة العشاء؛ نظرًا لاجتماع الناس واغتنام نشاطهم؛ لأن الإنسان إذا نام يثقل عليه القيام، وحينما جمع عمر الناس للتراويح بعد العشاء على إمام واحد قال: (نعمت البدعة). والبدعة ما حدث على خلاف أمر سابق، فإن درجت تحت الشرع فهي مستحسنة، وإن خالفت الشرع فهي مستقبحة، وفعل عمر رضي الله عنه موافق لفعل الرسول - صلى الله عليه وسلم -؛ حيث صلى في المسجد داخل الحصير واقتدى به أصحابه ثم ترك ذلك مخافة أن تكتب على أمته فيشق عليهم ولما توفي الرسول - صلى الله عليه وسلم - وانقطع الوحي أمر عمر بالاجتماع في التراويح على إمام واحد، فأصل هذه السنة على حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ومن أراد أن ينفرد بالتراويح في بيته فله أن يصلّي وحده أو بأهله إن كان أنشط له، ومن أخر شيئًا من التراويح أو كلها آخر الليل فهو أفضل؛ وروي عن علي رضي الله عنه أنه كان يجعل للرجال إمامًا وللنساء إمامًا. المسألة السابعة: معنى قوله: (إيمانًا واحتسابا). قال النووي رحمه الله: "أي: تصديقًا بأنه حق، معتقدًا فضيلته، ومعنى (احتسابا)، أن يريد الله تعالى وحده، لا يقصد رؤية الناس ولا غير ذلك مما يخالف الإخلاص". المسألة الثامنة: معنى قوله: (غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر): بمعنى: إزالة إثم هذا الذنب وعدم مؤاخذته عليه، وفي بعض رواية الحديث: (وما تأخر) بمعنى: أنه لا يقع منه ذنب أو يقع مغفورًا له، والمراد بالذنوب: الصغائر عند كثير من العلماء؛ لقوله تعالى: ﴿ إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا ﴾[5] وقوله: ﴿ الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ﴾[6]وقوله - صلى الله عليه وسلم -: (الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر). فالصغائر أمرها خطير وقد يأثم صاحبها إثمًا عظيمًا وقد تؤول به إلى الكبائر فيما إذا ارتكبها الإنسان من غير خجل أو خوف وعدم مبالاة؛ فالنار من مستصغر الشرر، ومن فضل الله سبحانه وتعالى على عباده أنه يكفر عن المسلم ما ارتكب من الصغائر بفعل الحسنات: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ * وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [7]. المسألة التاسعة: معنى قوله: (خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه). بمعنى: أنه لا ذنوب عليه، كما أنه سالم من الذنوب بسلامته منها وقت ولادته، عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله وأن عيسى عبدالله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق وأن النار حق أدخله الله الجنة على ما كان عليه من العمل). أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 133]. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. [1] سورة الذاريات، الآية [ 56-58]. [2] سورة الزلزلة، الآية [7-8]. [3] سورة الحديد، الآية [28]. [4] سورة الحشر، الآية [7]. [5] سورة النساء، الآية [31]. [6] سورة النجم، الآية [32]. [7] سورة هود، الآية [114-115].
|
|
Admin مدير المنتدى
عدد المساهمات : 18984 التقييم : 35458 تاريخ التسجيل : 01/07/2009 الدولة : مصر العمل : مدير منتدى هندسة الإنتاج والتصميم الميكانيكى
| موضوع: رد: في قيام رمضان ... الشيخ صالح بن عبدالرحمن الأطرم الأربعاء 31 يوليو 2013, 11:41 pm | |
|
جزاك الله خيراً وبارك الله فيك وجعله فى ميزان حسناتك |
|